منتديات الاحمدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لم تغمض عيناي ليلة امس!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بحرنية كيوت
عضو فعال
عضو فعال
بحرنية كيوت


عدد الرسائل : 101
المهنه : لم تغمض عيناي ليلة امس!! Studen10
الهوايه : لم تغمض عيناي ليلة امس!! Travel10
دوله : لم تغمض عيناي ليلة امس!! Bh1010
المزاج : لم تغمض عيناي ليلة امس!! 11010
تاريخ التسجيل : 04/08/2008

لم تغمض عيناي ليلة امس!! Empty
مُساهمةموضوع: لم تغمض عيناي ليلة امس!!   لم تغمض عيناي ليلة امس!! Emptyالإثنين سبتمبر 01, 2008 2:03 am

لم تغمض عيناي ليلة أمس لأنني بت أسمع في الدار الملاصقة لبيتي

أنين امرأة متوجعة تعالج هما ثقيلا وتشكو مرضا أليما ويخيل إلي أني لآ اسمع بجانبها معللا يعللها ولا جليسا

يتوجع لها فلما اصبح الصباح ذهبت اليها فاذا قاعة صغيرة مظلمة لا تشتمل على أكثر من سرير بال يتراءى

فوقه شبح ماثل من اشباح الموتى فترفقت في مشيتي حتى دنوت منها وكانها شعرت بمكاني فحركت شفتيها

قيلا فوقفت بجانبها أسالها عن خطبها فانشات تقص علي قصتها كنت كاني انتزعه من بين ما ضغيها انتزاعا وتقول:

زوجني ابي منذ سنوات من رجل مزواج مطلاق لايكاد يصبر على امرأة واحدة عاما واحدا

ولو كان للفتاة رأي في نفسها من دون رأي اوليائها لعرفت كيف أحسن الاختيار لنفسي

ولكنني عجزت فاذعنت وحملت اليه فاستقبلني باحسن ما يستقبل به الزوج الكريم أحظي نسائه لديه واكرمهن
عليه

فكان يربيني من ذلك ما يربي الفريسه من ابتسامه الاسد وكنت أنتظر يوم الفراق كما ينتظر المجرم يوم القصاص

فما أفقت من صرعه النفاس حتى علمت أنه خطب فتزوج فبنى وانني اصبحت في المنزل وحيدة منقطعه لا مؤنس لي الا طفلتي الصغيرة فجزعتعند

الصدمه الاولى ثم نزلت على الحكم القضاء الذي لا أملك رده ولا أعرف وجه
الحيله فيه.

وحتملت طفلتي الى بيت ابي فوجته مريضا مشرفا فبكى رحمه بي واستغفرني من ذنبه الي فغفرته له.

وما هي الاأيام قلائل حتى مضى لسبيله مفجوعا بمصيبتي التى نزلت على

فعلمت أن الدهر قد سجل على شقاء أيام طوال لا أعلم متى يكون انقضائها ولا أدري ما الله صانع فيها بي

فظللت استكتب الناس الكتب الى ذلك الرجل اساله القوت لا ستعين به على تربيه طفلته او التسريح عسى

ان يبدلني الله خيرا منه زكاة واقرب رحما

فضن بالأولى واستعظم الاخرى فلم أرى لي سبيلأ غير سبيل العمل فلبثت بضع سنين ساهر الليل قائمه

قئمه النهار استقطر الرزق من سم الخياط فلا ابلغ منه الكفاف حتى نال مني الجهد فذهبت بمضله من الادواء

خرجت لها عن كل ما املك من حيله وذخيرة وكسوة وآنيه و اصبحت لا املك درهما ابتاع به قارورة الدواء

ولا اجد مزقه امسك بها قوائم هذا السرير المتداعي ولم يقتنع الدهر مني يذلك حتى رماني بالداهيه الدهياء

التي يصغر بجانبها كل عظيم من خطوبه ونكباته فقد كتبت الى ذلك الرجل منذ شهر اصف له حالتي وافضي

اليه بذات نفسي واساله ان يمدني وابنتي بقليل من القوت نمسك بع تلك الصبابه التي أبقتها خطوب الايام

ولبثت اترقب رجع الكتاب كما يترقب الغريق سواد السفينه فاني لجالسه منذ ايام على هذا المقعد اعد مرارة الايام

وقد اجلست طفلتي بين يدي اتطلع الى وجهها الساطع في ظلمات تلك الخطوب كالذي يتطلع لملامح ظلمات بحره

الى نجمه القطب اذ هجم علي ذلك الظالم الجبار فاختطف ابنتي من بين يدي من حيث لا املك دفعا لما نابني

ولاأجد ما أذود به عن نفسي الا زفرات لا يسمعها سامع وعبرات لا يرحمها راحم فشعرت كان سهم الذي كان يراوغ قبل اليوم هنا وهنا قد اصاب المقتل

فبت ليلتي كما يجب ان تبيت امرأة بائسه معدمه قد فجعها الدهر بكل ماتملك يدها وبكل ما تتعلق به آمالها فاصبحت

لاتجد أمامها يدا تنبسط اليها ولا عينا تبكي عليها وقد مربي على ذلك نيف وعشرون ليله لا يرقا لي دمع ولا يهدا بي مضجع حتى اذا اختلست من يد

الظلام نعسه تراءت لي تلك الفتاة في نومها كانها صارخه باكيه تهتف باسمي

وكان أباها بوسعها ضربا وتعذيبا وكانني أحاول اسنقاذها مما هي فيه فلا أجد اليها سبيلا

وها انا ذا أشعر أن سحابه الموت تغشى على بصري واني مفارقه هذا العالم قبل أن القي نظرة أتزود بها منها قبل أن افارق هذا الدار

وما وصلت من حديثها الى هذا الحد حتى جرضت بريقها وتتابعت أنفاسها وشطر بصرها فجثوت عند سريرها

أدعو الله أن يعينها على أمرها وبمدها برحمته واحسانه

فاني لكذلك وقد استغرقت في هذا المشهد الذي بين يدي استغراق العابد في هيكله اذرايت من خلال الدموع التي كانت تزدحم في عيني شبحا منتصبا

عند الباب الغرفه فتأملته فاذا رجل يمسك بيده فتاة صغيرة فتقدمت نحوه

فرايته خاشعا مستكينا ينظر الى الفتاة نظرات الوجد والرحمه والفتاة كانها خرقه باليه لا يتحرك بها عضو ولا
ينبض بها عرق

فقلت: من انت وماذا تريد؟

قال:أنا زوج هذه المرأة وولد هذه الفتاة

قلت: لعلك جئت تستغفرها من ذنبك اليها في التفريق بينها وبين ابنتها ؟

قال:ياسيدي ما زالت الفتاة منذ فارقت أمها تبكي عليها بكاء مريرا وتهتف باسمها في يقظتها ومنامها حتى سقطت مريضه ولا ينفعها طب ولا ينجح

فيها دواء فلما رايت أن الامر قد وصل بها الى هذا الحد حئت بها الى أمها أرجو أن تجد بين ذراعيها شفاء من دائها

قلت:ذلك موكؤل إلى القضاء ولا يعلم الغيب الا الله

ثم تقدمت نحو الفتاة فرايتها تجود بنفسها فاحتملتها برفق حتى وضعتها بين ذراعي أمها

فماهو الا أن هتفت الفتاة بامها والام ببنتها حتى فاصت نفساهما معا

(ولان وقد عت من دفنهما وجلست لكتابه هذه السطور أشعر ان نفسي تسيل بين جنبي حزنا على تلك المرأة

المسكينه لا بل حزنا على جميع البائسات من النساء اللواتي يقتلهن الرجل كل يوم صبرا بسيف الطلاق الماضي

من حيث لا يجدن راحما يرحمهن ولا ثائر يثار لهن



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لم تغمض عيناي ليلة امس!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاحمدي :: منتدى عام :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: