بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
لقد قرأت العديد من القصص عن كيفية الهداية و قد أثرت في جميعها و دفعتني لطرح هذا السؤال على نفسي كيف إهتديت؟؟؟؟؟؟
بصراحة و جدت أن هناك أمور كثيرة قادتني تدريجياً إلى الهداية فقد كنت فتاة غافلة أصلي يوماً وأقطع عشراً ولا أحرص على صلاة الفجر و لا يخطر ببالي قضاؤها و كنت لا أقرأ كتاب الله إلا في رمضان وكنت أحسب أن حسن خلقي و حسن تعاملي مع الناس سيغفر لي هذه الأمور وسارت الأمور على هذا النحو وأنا غافلة ومعتقدة أنني على صواب إلى أن مرضت في العام الماضي مرضاً شديداً لم يتعرف أحد على عوارضه فانتفخت رقبتي وإرتفعت حرارتي وظهرت حبوب بيضاء في فمي حرمتني من الأكل مما زاد من ضعف جسمي وحار الأطباء في مرضي فأجريت لي كل الفحوص والصور ولكن دون جدوى و في النهاية قرروا إجراء عملية جراحية لأخذ عينة من الورم الموجود في رقبتي للتعرف على نوعه
وكانت نفسيتي في تلك الفترة في غاية السوء وكنت أشعر أن الموت قريب جداً مني وبدأت أحاسب نفسي و تتكشف الحقائق أمامي فقد كنت أتذرع دائما بحجة أني مازلت صغيرة لم أبلغ العشرين من عمري وأن أمامي متسع من الوقت و لكن هذا المرض كان رسالة من الله سبحانه ليوقظني وليخبرني أن الموت يمكن أن يأتي في أي لحظة وأن الفائز هو من إستعد له حق استعداده
أجريت لي العملية و تبين و لله الحمد أن خلايا الورم لاخبث فيها وإنما هي نتيجة فيروس أصاب العقد البلغمية وبدأت بأخذ الدواء المناسب و بدأ المرض بالتراجع ولكن يبدو أن هذا الدرس لم يكن كافياً بعد لإيقاظي تماماً من غفوتي إلى أن جاء الشهر الكريم شهر رمضان و جاءت الليلة التي لايمكن ان أنساها ما حييت فقد كنت مدعوة عند خالة لي على الإفطار وبعد أن تناولنا الطعام إقترحت على خالتي أن أذهب معها إلى المسجد لنصلي التراويح فقلت لها أنني لم اصليها في حياتي فقالت إذهبي فلكل شئ بداية
و بالفعل ذهبت معها و صلينا وأحسست بأحاسيس جميلة لم أشعرها من قبل و براحة و سعادة فسألتني هل تأتين غداً فسارعت بالموافقة خاصة انه كان يصادف السابع و العشرين من رمضان ذهبنا إلى إحدى المساجد المعروفة بأن إمامها يصلي بجزء كامل من القرآن و كان ممتلئا إلى درجة أنني إضطررت إلى الوقوف على إحدى الدرجات و الصلاة فوقها بعد الإنتهاء بدأ الإمام بالدعاء و بدأ الناس يضجون بالبكاء وكنت أحس بغصة شديدة ولكنني لم أستطع البكاء كنت أشعر بأن هناك خطأ ما فالكل يبكي وأنا عاجزة عن إخراج دمعة واحدة شعرت وقتها أنني بعيدة جداً وبدأت أدعو الله وأتضرع إليه أن يعفو عني وأن يرضى عني وأن يهديني إلى سبيله أحييت الليل في ذلك اليوم وأحسست أنني ولدت من جديد ومن يومها وأنا ولله الحمد لم أقطع صلاة وأحرص على النوافل وأحاول الآن تعلم التجويد لأتمكن من حفظ القرآن إن شاء الله
و نصيحتي لكم أيها الاخوة أن لا ترفضوا أي دعوة توجه إليكم لطاعة الله فصدقوني إن هذه الدعوة تكون أشبه بطرف خيط إن أمسكتم به هالكم ما يخبئه لكم من سعادة و هناء
وأرجو من الله أن يثبتني و إياكم على طريق الهدى