منتديات الاحمدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمات لم أستطع أن أقولها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بحرنية كيوت
عضو فعال
عضو فعال
بحرنية كيوت


عدد الرسائل : 101
المهنه : كلمات لم أستطع أن أقولها Studen10
الهوايه : كلمات لم أستطع أن أقولها Travel10
دوله : كلمات لم أستطع أن أقولها Bh1010
المزاج : كلمات لم أستطع أن أقولها 11010
تاريخ التسجيل : 04/08/2008

كلمات لم أستطع أن أقولها Empty
مُساهمةموضوع: كلمات لم أستطع أن أقولها   كلمات لم أستطع أن أقولها Emptyالإثنين سبتمبر 01, 2008 8:52 am

لطالما كنت كالخيال أمشي بين الناس ولايروني .. ربما كنت أنا خيالاً أو شبحاً لكني لا أعلم .. لا .. لست كذلك!! .. هناك دليلاً على حياتي هناك من يراني .. أجل هناك أدلة ولو كانت توافه لكنها تدل على وجودي .. نعم أنا حي!!.. تلك البعوضة التي لسعتني تدل على حياتي .. وذلك القط البائس الذي ينظر إلي بعيون جائعة متوسلة يراني .. لكن لماذا الناس لا يرونني؟ .. لماذا أنا بنظرهم غير موجود .. ألأني خلقت هكذا ... لكن هناك الكثير من أمثالي مخلوقون هكذا.. مالعيب في أني أخرس .. هناك الكثير من الحروف .. لابل الكلمات والجمل في جعبتي أريد أن أسمعها للعالم .. لكنهم لاينظرون إلي حتى .. وكثيرون مثلي يمشون مثل طريقتي لست أنا فقط من أعاني من جر رجلي جراً حين أمشي .. باستطاعتي الطيران .. لكنهم لايعطوني الفرصة .. لا بل قطعوا أجنحتي .. كلا .. لن أقف هنا سأجوب كل الأماكن حتى يسمعني أحد .. حتماً هناك من يريد سماعي!!


دخلت أنا واثنان من أصدقائي إلى صالة البليارد .. كان مايغلب على الصالة صوت تصادم الكور في بعضها البعض هذا بالإضافة لبعض الأحاديث والضحكات هنا وهناك مشوبة بصوت التلفاز .. صففنا الكور .. بدأ اللعب .. ضربات ناجحة وأخرى فاشلة .. تكون متبوعة بضحك أو سخرية .. نمط اللعب في غمرة الإندماج .. فزت لكني قررت أن أسلم المضراب للاعب آخر .. لاأريد إفساد نشوة الفوز بهزيمة .. جلست على الكرسي أشهاد اللعب باندماج .. وفجأة أحسست بمصدر تشويش .. هناك شيئاً ليس صحيحاً في الصالة برأيي .. ماهو؟ .. نظرت وإذا شخص.. أجل أعرفه إنه من نفس حينا .. إنه الأخرس!!.. ماذا يفعل هنا ؟ .. ماذا يريد شخص مثله ؟.. مالذي جاء به ومالذي جعله يعقد العزم على المجيء هنا ولوحده؟ كلمات لم أستطع أن أقولها له .. لكني أتمنى لو أستطيع ذلك .. لكن مالفائدة هو أخرس ولن يجيب .. لقد جلس في مواجهتي .. والآن لماذا يبتسم؟


بعد أن قصدت أماكن كثيرة .. مساجد .. أسواق .. مطاعم .. لم أجد أحداً يراني أو يريد سماعي .. رأيت أمامي صالة بليارد .. دخلت إليها رغم شكوكي في وجود من قد يراني في مكان يكثر به الإنشغال باللعب .. فمن سيلتفت لأخرس هنا .. لكن مالضرر سأحاول .. دخلت أجر نفسي جراً .. أعلم أن تواجدي هناك خصوصاً وأنا وحيد سيكون غريباً .. لكن من يدري !.. قد تجذب هذه الغرابة أنظار أحدهم فيراني.. واصلت سيري نحو أقرب مقعد.. وخلال سيري لاحظت شخصاً ينظر إلي باستغراب.. أجل .. إنه يراني .. أخيراً رآني أحدهم .. كم أنا سعيد.. من الجيد أن الكرسي في مواجهته فهو لايفتأ ينظر إلي باستغراب .. المهم أنه لاحظني .. جلست على الكرسي .. تبسمت في وجهه .. لكنه لايبتسم .. بل يواصل النظر إلي باستغراب .. ترى هل سيتقدم مني ويسألني؟ هل سيدفعه استغرابه إلى ملاحظتي؟ هل سيغريه الفضول ؟ هناك كلمات لم أستطع أن أقولها لأحد .. لو يأتي فقط لأخبرته بالكثير الكثير .. لو يأتي فقط!!


مرت نصف ساعة !! وهذا الأخرس لايزال يحدق بي .. ماذا يريد؟ هل فقد عقله؟ .. انتهت جولت لعب وجاء دوري.. لكني لم أتحرك من مكاني وتركتهم يواصلون اللعب .. كان إحساسي غريباً .. أحسست أنه ربما التحديق باستغراب في أخرس يحدق بي هو الآخر ويبتسم أكثر إمتاعاً من اللعب.. ربما هذا ما أحسسته .. أريد أن أكلمه لكنه أخرس .. أريد أن أسأله لكنه لن يجيب .. ولماذا يبتسم رغم كونه وحيداً .. أريد أن أذهب إليه لكن ربما قالوا الناس أني صديق لهذا .. المعاق!! .. أكره قولها لكنه واقع نعيشه .. أتمنى لو يأخذ هو الخطوة ويأتي إلي حتماً سأستقبله برحابت صدر


أتمنى لو يأخذ الخطوة ويأتي إلي .. رغم ابتسامتي وتحديقي به لايزال في مكانه يحدق بي هو الآخر باستغراب .. أين الفضول الذي قتل القطة .. لماذا لا يتحرك من مكانه ويأتي إليه لأخبره بما لدي !! .. لماذا يبدو وكأنه تجمد في مكانه كل مايتحرك هو جفنا عينيه !! .. وكأنه التصق في الكرسي أو الكرسي ألتصق به .. مالفرق!! .. الآن مضت ساعة ولم يتحرك!!


الآن مضت ساعة وهذا الأخرس لايزال يحدق بي .. لحسن الحظ أننا سنغادر الآن وستعتق رقبتي من استعباد نظراته وابتسامته .. لا بل سأعتق من الفضول الذي يدفعني لسؤاله.. عندما صعدنا للسيارة بدأت أستعيد نفسي وأشعر بأني غير مراقب خصوصا عندما تحركت السيارة مبتعدة عن الصالة .. توقفنا عند الإشارة ثم استدرنا على نفس الطريق للعودة.. كم أشعر بالراحة


كم أنا متضايق .. بعد أن وجدت من يراني ويلاحظني بعد كل هذالسنين.. يذهب في لحظات وكأنه لم يكن ينظر إلي.. يبدو أنه لن يراني أحد ولن يسمعني أحد .. سأخرج الآن لكن لا أعرف إلى أين سأسير فقط في كل مكان .. حتى أجد ماذا! .. لم أعد أعرف ماأريد.. فكل ماأردته ظننت أني حصلت عليه الليلة لكنه ضاع مني .. أجل عرفت ماذا.. الذي يضيع منه شيء يذهب ليبحث عنه سأبحث عن الشخص الذي رآني ولن أتوقف حتى أجده .. خرجت مسرعاً من صالة البليارد أجر رجلي جراً .. ورغم منظري الملفت للنظر وأنا أجري لم يكن أحد ينظر إلي .. فتحت الباب بسرعة فلمحت السيارة التي صعد فيها تستدير من الإشارة لتعود على نفس الطريق.. حاولت عبور الطريق علي أفلح في إيقافهم على الطريق الآخر .. لكن صوت بوري سيارة مسرعة أوقفني.. وما إن مرت من إمامي نزلت مسرعاً إلى الطريق أريد العبور.. فلم أشعر إلا باصطدام عنيف سمعت منه تكسر أضلعي دفعني بعيداً حتى شعرت أني أطير .. ثم شعرت بنبضات قلبي تضرب في رأسي


أحسست بشعور مخيف .. عندما رأيت مشهد السيارة وقد اصطدمت بالأخرس بهذه القوة .. لقد دفعته في الهواء لمسافة بعيدة يستحيل أن يعيش منها.. لماذا فعل ذلك ؟ لماذا كان يحاول عبور الطريق بسرعة مع أنه كان هادئا مبتسماً منذ دقائق!! مالذي جعله يتهور ويحاول عبور الطريق بهذه الإستماته؟..صحت بصديقي أن يوقف السيارة أخبرتهم أنه الأخرس الذي صدم .. فسألوني أي أخرس؟ .. أجبتهم الأخرس من حينا والذي كان موجوداً في صالة البليارد من قليل .. لكنهم أجابوا انهم لا يعرفونه ولم يرونه يوماً من قبل .. نزلنا لموقع الحادث .. اتصل أصحابي بالإسعاف .. جريت بسرعة نحو الأخرس .. هذه المرة ذهبت إليه بدون تردد .. بدون أن أخاف أن يقول الناس أني صديقاً له .. جثوت عند جسمه .. ووضعت ذراعي تحت رقبته بينما كانت الدماء تملأ وجهه.. فتح عيناه بتثاقل .. ونظر لي وابتسم .. لماذا يبتسم رغم ماحصل له؟


لقد وجدته .. لقد عقدت العزم على أن أجد ما أضعته وقد وجدته .. لقد أتى إلي وهو ينظر إلي.. أخيراًً أتيت .. أريد أن أخبرك أشياء كثيرة .. إني أجيد لغت الإشارة .. وأجيد الكتابة .. هناك مذكرة صغيرة أحملها بجيبي باستمرار لكي أكتب ما أريد حين أجد من يراني .. سأشير إليه أن يخرجها من جيبي فأن متعب كثيراً وأشعر بأن عظامي كلها قد تكسرت .. لأم يكن ينظر هذا السائق أمامه .. ألم يراني؟!

إنه يشير إلي أن أخرج شيئاً من جيبه .. ماذا يريد ياترى .. مددت يدي إلأى جيب في ثوبه الرث .. أخرجت منها مذكرة .. أشار لي أن أفتحها.. وفتحتها لأجد في الصفحة الأولى مكتوب.. كلمات لم أستطع أن أقولها .. فتحت الصفحة التي بعدها فوجدتها خالية .. ففتحت التي بعدتها فوجدتها خالية !! .. فأخذت أقلب في الصفحات باستغراب إلى أن وصلت إلى آخر صفحة وقد كانت كلها خاوية .. نظرت إليه أريد أن أسأله عن هذه المذكرة التي ليس لها شيء سوى عنوان .. فوجدته قد فارق الحياة وعلى شفتيه إبتسامة .. وكأنه اطمأن أنه أعطى لأحدهم مذكرة ليس لها سوى عنوان " كلمات لم أستطع أن أقولها " .

</FONT>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمات لم أستطع أن أقولها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاحمدي :: منتدى عام :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: