قصة واقعيه
نقلتها لكم
بعد زواج استمر 23 عاماً لم يتحمل سالم ظلم زوجته جليلة، فقام بقتلها في الشارع ثم صعد إلى شقته وشنق نفسه، تاركاً رسالة اعتذار قصيرة لأولاده الثلاثة، واصفاً اللحظات الأخيرة التي دفعته إلى ارتكاب هذه الجريمة الغريبة.
داخل منزل الزوج المنتحر وقاتل زوجته، التقت (الصدى) عبد الهادي (19 عاماً)، الذي أكد أن والده رجل مسالم وطيب القلب، يعشق الشعر والأدب، لذلك كان على خلاف دائم مع والدته التي قررت في يوم من الأيام بيع أكثر من 1500 كتاب من كتبه الشعرية والأدبية النادرة، إلى بائع الأدوات المنزلية المستعملة.
ويتابع عبد الهادي حديثه قائلاً: يتقاضى والدي راتباً جيداً فهو يعمل موظفاً في وزارة الري، إلا أن والدتي كانت مسرفة، تحب الإنفاق على الملابس والطعام، ولا تتوانى عن طلب المال دائماً، حتى إنها استولت مؤخراً على راتب والدي لدرجة أنها كانت تتشاجر معه كلما شاهدته يعود إلى المنزل وبيده كتاب جديد قائلة: إن (الرز) أكثر فائدة من هذا الكتاب، لهذا السبب قررت أن تبيع مجموعة كبيرة من كتبه إلى بائع الأدوات المنزلية المستعملة، انتقاماً منه كي تحصل على المزيد من المال.
* ولماذا تحمّل والدك هذه المعاملة طوال هذه الفترة؟
- لأنه رجل مسالم ولا يحب المشكلات والخلافات الزوجية. . فكان كل ما يفعله هو الانسحاب بهدوء والذهاب مع أصدقائه إلى إحدى الأمسيات الشعرية أو الأدبية، خاصة أن لديه العديد من المؤلفات الأدبية التي باعتها أمي جميعها بمبلغ لا يتجاوز 1300 جنيه. . ؟! * وماذا فعل حينها؟ - صرخ في وجهها وأخذ يبكي في الغرفة بحرقة، تاركاً المنزل لأكثر من ثلاثة أيام، حيث أقام عند أحد أصدقائه، وقد رفضت أمي إعطاءه ثمن الكتب، كما أنها رفضت إبلاغه عن هوية البائع حتى لا يذهب إليه، بعد أن تعمدت إحضاره من منطقة بعيدة عن المنطقة التي نقيم فيها، وبذلك فشل في استعادة كتبه، وعندما عاد إلى المنزل بقي صامتاً لفترة لا يريد التحدث مع أحد، وقد شعرت وكأنه يبحث عن شيء ما، فحاولت معرفته بسؤاله أكثر من مرة، لكنه كان يجيبني دائماً بأنه سوف يستريح من كل شيء. . ؟!
* وهل تحدث إلى والدتك بعد ذلك؟
- كان ودوداً معها لدرجة كبيرة غير متوقعة، فقد طلب منها الاستعداد لمرافقته لحضور حفل أحد أبناء أصدقائه، وكان غريباً أن يعدها بشراء خاتم ذهبي لها بهذه المناسبة، وقد فرحت كثيراً وعادت للتفاخر أمامه بما فعلته بكتبه الأدبية التي سيشتري بثمنها الخاتم الذي وعدها به.
* وماذا حدث ليلة الجريمة؟
- طلب مني ومن إخوتي ألا نقسو على بعضنا، ونعرف كيف نعيش على الراتب الذي سيتركه لنا، وقد سألته عن مغزى هذا الكلام الغريب، فضحك وهو يمسك بذراع والدتي ويهم بالخروج من المنزل، ليعود بعد نحو ثلاث ساعات ملطخاً بالدماء، وعندما سألته بوجل ما الذي أصابه، أخبرني أنه أصيب على باب البناية، وعندما سألته عن والدتي، أخبرني أنها ذهبت لتنام في بيت جدتي، بعدها قبلّني وطلب مني الذهاب إلى النوم، لكنني لم أستطع بعد أن سمعت صوت صراخه في الغرفة المجاورة، فهرعت وإخوتي الذين أيقظتهم من النوم، لنجده معلقاً بحبل معلق في سقف الغرفة، وقد ترك على المكتب وصيته الأخيرة. . وما هي إلا لحظات حتى كان رجال الشرطة يقتحمون المنزل لإلقاء القبض على والدي، بتهمة قتله والدتي في الشارع الخلفي لمنزلنا، بعد طعنها بخنجر عدة طعنات في صدرها ورقبتها.
* وماذا كتب في وصيته قبل أن ينتحر؟
- أشياء كثيرة. . منها عدم استطاعته تحمل الإهانات التي وجهتها له ولأصدقائه في حفل الزفاف، بعد أن عرفت أنه سيذهب معهم إلى أمسية شعرية، وقد طلب منا أن نهتم بدراستنا، ونعرف كيف نختار شريكة الحياة في المستقبل، كما طلب منا بيع مجوهرات والدتي ووضع ثمنها في أحد البنوك وأن ننفق دون بذخ، قائلاً إنه يشعر بالسعادة لأنه تخلص منها على رغم أنه دفع حياته ثمناً لذلك، طالباً منا أن نسامحه على فعلته تلك، وأن نطلب له الرحمة والغفران. •
عالم غريب